من هم الصابئون؟؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هم الصابئون؟·
مجمل الأقوال الواردة:
1 – قيل: الصابئون من جملة فرق النصارى.
2 – وقيل: قوم لا دين لهم ويأتون على فطرتهم.
3 – وقيل: هم فرقة من أهل الكتاب يقرؤون الزبور.
4 – وقيل: قوم يعبدون الملائكة, ويصلون للقبلة.
5 – وقيل: قوم بين اليهود والنصارى والمجوس.
6 – وقيل: منزلة بين النصرانية والمجوسية.
7 – وقيل: قوم بين اليهود والمجوس.
8 – وقيل: قوم يعبدون الكواكب.
9 – وقيل: قوم يعظمون الكواكب لا على العبادة، ويقرؤون الزبور، ويصلون إلى القبلة.
10 – وقيل: قوم يعبدون النجوم ويعظمونها.
· قول السعدي:
لأن الصابئين الصحيح أنهم من جملة فرق النصارى".
· دراسة الأقوال في المسألة:
القول الأول: الصابئون من جملة فرق النصارى، وهو ترجيح السعدي.
وممن قال به أو روي عنه:
1 – روي عن ابن عباس (ت:68)
2 – أبو الليث السمرقندي (ت:375)، قال: "والصابئين: هم قوم من النصارى ألين قولاً منهم"
3 – ابن الجوزي (ت:597)، قال: "صنف من النصارى"
القول الثاني: قوم لا دين لهم, ويأتون على فطرتهم.
وممن قال به أو روي عنه:
1 – روي عن مجاهد (ت:103) ووهب بن منبه(ت:114)، وابن زيد (ت:189).
2
– ابن تيمية (ت:728)، قال: وهم الصابئون الحنفاء كالذين كانوا من العرب،
وغيرهم على دين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق قبل التبديل والنسخ"
3 – ابن
كثير (ت:774)، قال: "وأظهر الأقوال – والله أعلم – قول مجاهد ومتابعيه،
ووهب بن منبه: أنهم قوم ليسوا على دين اليهود ولا النصارى ولا المجوس ولا
المشركين، وإنما هم قوم يأتون على فطرتهم، ولا دين لهم يتبعونه ويقتفونه،
ولهذا كان المشركون ينبزون من أسلم بالصابئ، أي: إنه قد خرج عن سائر أديان
أهل الأرض إذ ذاك"
4 – محمد الصالح العثيمين (ت:1420)، قال: "ومنهم من
يقول: إنهم من لا دين لهم، من كانوا على الفطرة، ولا يتدينون بدين، وهذا هو
الأقرب".
5 – أحمد القاسم، قال: "هم الحنفاء الذين كانوا على ملة إبراهيم عليه السلام"
6 – د/ محمود شريف، رجح بعد دراسة طويلة أنهم الحنفاء.

القول الثالث: هم فرقة من أهل الكتاب يقرؤون الزبور.
وممن قال به أو روي عنه:
قاله أبو العالية (ت:90) وروي عن الضحاك (ت:105)، والسدي (ت:128) والربيع بن أنس (ت:139)، وإسحاق بن راهويه (ت:238).
القول الرابع: قوم يعبدون الملائكة.
وممن قال به أو روي عنه:
1 – روي عن الحسن البصري (ت:110)، وقتادة (ت:117)
2 – مكي بن أبي طالب (ت:437)، قال: "وهم قوم يعبدون الملائكة، ويقرؤون الزبور، ويصلون للقبلة".
3 – الزمخشري (ت:538)، قال: "وهم قوم عدلوا عن دين اليهودية والنصرانية، وعبدوا الملائكة".
4 – الشوكاني (ت:1250)، قال: "وسموا هذه الفرقة صابئة؛ لأنها خرجت من دين اليهود والنصارى، وعبدوا الملائكة"
القول الخامس: قوم بين اليهود والنصارى والمجوس.
روي عن ابن عباس (ت:68)، ومجاهد (ت:103)
القول السادس: منزلة بين النصرانية والمجوسية.
روي عن سعيد بن جبير (ت:95).
القول السابع: قوم بين اليهود والمجوس.
روي عن مجاهد (ت:103) والحسن البصري (ت:110)
القول الثامن: قوم يعبدون الكواكب.
وممن قال به أو روي عنه:
1
– الخازن (ت:741)، قال: "والأقرب أنهم قوم يعبدون الكوكب، وذلك أنهم
يعتقدون أن الله تعالى خلق هذا العالم، وجعل الكواكب مدبرة له فيجب على
البشر عبادتها وتعظيمها".
2 – نظام الدين النيسابوري (بعد 850)، قال: "وقيل – وهو الأقرب – إنهم قوم يعبدون الكواكب"
القول التاسع: قوم يعظمون الكواكب لا على العبادة، ويقرؤون الزبور، ويصلون إلى القبلة.
وهو قول محمود النيسابوري
القول العاشر: قوم يعبدون النجوم ويعظمونها.

وممن قال به:
1 – الواحدي (ت:468)، قال: "وهم قوم كانوا يعبدون النجوم ويعظمونها".
2 – أبو المحاسن اليماني (ت:741)، قال: "عباد النجوم؛ لأن العرب تقول صبا النجم إذا طلع, وكأنهم يعبدونها عند طلوعها فنسبوا إلى ذلك"
· النتيجــة:
الظاهر – والله أعلم – القول الثاني؛ وهو أنهم قوم لا دين لهم، ويأتون على فطرتهم، وذلك من ثلاثة وجوه:
أولها: روايته عن السلف.
ثانيها:
دلالة السياق على أن الصابئين ممدوحون؛ حيث جعلهم الله مع المؤمنين من هذه
الأمة، والأمم السابقة، وإذا تقرر هذان الوجهان فإنهما يردان القول
الثامن، والتاسع، والعاشر؛ لخروجها عن أقوال السلف؛ ولأن السياق لا يساعد
عليها.
ثالثها: دلالة المعنى اللغوي للكلمة على هذا القول, قال ابن كثير
(ت:774) مشيراً إلى هذا الوجه: "ولهذا كان المشركون ينبزون من أسلم
بالصابئ, أي: أنه قد خرج عن سائر أديان أهل الأرض إذ ذاك".
أما القول
الأول – وهو ما رجحه السعدي – فليس بظاهر؛ لعدم مساعدة المعنى اللغوي له؛
ولأنهم إن كانوا من جملة فرق النصارى فما وجه عطفهم على النصارى في موضعين
من كتاب الله وهم منهم, إلا أن يقال هذا من باب عطف الخاص على العام،
فيقال: هذا خلاف الأصل في المعطوفات, والأصل فيها المغايرة، ومن خالف الأصل
فعليه الدليل.
ووجَّه ابن تيمية (ت:728) القول الأول، والثالث،
والرابع، المروية عن السلف فذكر أن من قال هم فرقة من أهل الكتاب، أو هم
صنف من النصارى، فقد أراد من دخل منهم في دين أهل الكتاب، ومن قال إنهم
يعبدون الملائكة فهو صحيح، وهم صنف منهم، لكنهم مشركون وليسوا حنفاء
أما الأقوال الخامس والسادس والسابع، وهي المروية عن السلف، فلا تناقض القول الراجح، بل تدور في فلكه، وإليه تؤول, والله أعلم.
المصادر
([1]) تيسير الكريم الرحمن، ص: 54.

([2]) زاد المسير، لابن الجوزي، تحقيق: عبدالرزاق المهدي، دار الكتاب العربي (1/73).

([3]) بحر العلوم، للسمرقندي (1/124).

([4]) تذكرة الأريب، لابن الجوزي (1/56).

([5]) أبو عبدالله وهب بن منبه الصنعاني، عالم أهل اليمن، الحافظ، وعنده من علم أهل الكتاب شيء كثير. تذكرة الحفاظ, للذهبي (1/1/77).

([6]) جامع البيان، لابن جرير (1/421).

([7]) الرد على المنطقيين، لابن تيمية (ص 456).

([8]) تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (1/286).

([9]) تفسير سورة البقرة, للعثيمين (1/222).

([10]) تفسير القرآن بالقرآن, للقاسم (1/133).

([11]) الأديان في القرآن، د/ محمود شريف، مكتبات عكاظ، ص: 148.

([12]) البخاري في التيمم باب الصعيد الطيب وضوء المسلم رقم 344، ص: 30، موسوعة الكتب الستة، ط: دار السلام.

([13])
أبو محمد إسماعيل بن عبدالرحمن بن أبي كريمة الهاشمي السُّدِّي، الكوفي
الأعور، صاحب التفسير، أصله حجازي، روي عن ابن عباس وأنس وطائفة، أخرج له
الجماعة إلا البخاري. طبقات المفسرين، للداودي (1/110).

([14]) تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (1/286).

([15]) جامع البيان, لابن جرير (1/421).

([16])
أبو محمد مكي بن أبي طالب حمّوش بن محمد بن مختار القيسي، المفسر النحوي،
كان من أهل التبحر الراسخين في علوم القرآن والعربية، كثير التآليف، ومن
مصنفاته: إعراب القرآن، الهداية، التفسير الكبير، مشكل القرآن، الموجز في
القراءات. طبقات المفسرين، للداودي (2/337)، طبقات النحاة، لابن قاضي شهبة
(2/256).

([17]) تفسير المشكل من غريب القرآن، لمكي، تحقيق: د/ علي البواب، مكتبة المعارف، ص: 29.

([18]) الكشاف، للزمخشري (1/175).

([19]) فتح القدير، للشوكاني (1/205).

([20]) الدر المنثور، للسيوطي، تصحيح/ نجدت نجيب، دار إحياء التراث العربي (1/167).

([21]) المصدر السابق.

([22]) الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (1/393).

([23])
أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن عمر بن خليل الشيحي البغدادي، علاء
الدين، خازن الكتب السميساطية، واشتهر بالخازن بسبب ذلك، سمع الحديث، وكان
من أهل العلم، جمع وألف أشياء، فمن ذلك: تفسيره: لباب التأويل، وشرح
العمدة، ومقبول المنقول. طبقات المفسرين، للداودي (1/426)، طبقات الفقهاء
الشافعية، لابن قاضي شهبة (2/120).

([24]) لباب التأويل، للخازن، ضبط/ عبدالسلام شاهين، دار الكتب العلمية (1/50).

([25]) غرائب الفرقان، للنيسابوري (1/303).

([26])
محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري الغزنوي،الملقَّب: بيان الحق،
قال ياقوت:كان عالماً بارعاً، مفسراً، لغوياً، فقيهاً، له تصانيف منها:
إيجاز البيان في معاني القرآن، خلق الإنسان. طبقات المفسرين، للداودي
(2/311).

([27]) الوسيط، للواحدي، تحقيق: عادل عبدالموجود، دار الكتب العلمية (1/149).

([28])
تاج الدين عبدالباقي بن عبدالمجيد بن عبدالله اليماني المخزومي المكي، له
نظم واشتغال بالأدب والتاريخ، من كتبه: الترجمان عن غريب القرآن، إشارة
التعيين إلى تراجم النحاة واللغويين. الأعلام (3/272).

([29]) الترجمان عن غريب القرآن، لأبي المحاسن، تحقيق: موسى آل إبراهيم، مكتبة البيان، ص: 67.

([30]) تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (1/286).

([31]) الرد على المنطقيين، لابن تيمية (ص 456 – 457).